لماذا يريد الإنسان أن يذهب إلى القمر؟؟ طبعاً لأنه يشكل نقطة الانطلاق لحشد القدرات المادية والبشرية خارج جاذبية الأرض الكبيرة. ومن القمر بإمكاننا أن نرسل بعثاتنا إلى الفضاء الخارجي وأن نطلق أول البشر الذين سيقومون باستعمار المريخ. قـد يرغب السياح كذلك بقضاء إجازة قصيرة على سطح القمر. ومن المؤكد أن شركات المناجم مهتمة بالصعود إلى هناك أيضـاً. فضلاً عن أن القمر يشكل مختبراً علمياً فريداً. وبغض النظر عن السبب فإن الإنسان سيسعى إلى الاستقرار هناك، وذلك ليثبت وجوده على هذا التابع الصغير القاحل. وسواء كان ذلك على المدى القصير أو الطويل، فإن على الإنسان أن يسـتعمر القمـر. ولكن أين يمكن للإنسان أن يعيش؟ وكيف يمكن له أن يبقى على قيد الحياة في هذه الأرض المقفرة؟ من هنا سيبدأ المهندسـون، من تصميم وبناء أعقد أماكن السكن على الإطلاق.
لا يزال التساؤل حتى الآن يدور فيما لو كان على الإنسان أن يستقر أولاً على القمر أم على المريخ. يعتبر المـريخ التحـدي النهائي للجنس البشري، أي العيش على كوكب آخر غير الأرض. ولكن القمر الساطع والقريب هو من يطل علينا في الليـالي المقمرة، ومن مكاننا على الأرض بإمكاننا أن نشاهد تفاصيل سطح القمر بالعين المجردة، حيث يشكل أقـرب الأجـرام إلينـا مقارنة بالكواكب الأخرى، ولذلك يعتقد الكثيرون بأنه يجب أن يشكل الوجهة الأولى قبل أن نبدأ برحلتنا إلى الكوكـب الأحمـر التي ستستغرق ستة أشهر )على أقل تقدير.( وما يساعدنا كذلك هو أن الإنسان قد صعد إلى القمر سابقاً.وقد تبدلت الفكرة العامة في السنوات الأخيرة من فكرة الصعود إلى المريخ مباشرة )في منتصـف التسـعينيات( إلـى فكـرة الاستقرار على القمر أولاً، وقد انعكس ذلك في خطط الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن في عام 2004حين قـرر تعزيـز وجود الإنسان على القمر قبل بدء التخطيط للصعود إلى المريخ. وهذه الفكرة منطقية، فالعديد من من القضايا الفيزيولوجية لدى الإنسان يجب أن تحدد بشكل دقيق، بالإضافة إلى أن على الإنسان أن يختبر تقنيات بناء المستعمرات على أجرام أخرى بشـكل
كامل قبل أن يجربها على الأجرام الأبعد.
بناء قاعدة بشرية على سطح القمر
لقد وضعت خطط لبناء قاعدة بشرية مأهولة على القمر. لنفترض جدلاً أننا تجاوزنا المرحلـة الأولـى المحفوفـة بالمخـاطر
والصعوبات، فالمراحل التالية ربما تكون أقل صعوبة، وسيؤدي ذلك إلى تطور متسارع في المستعمرة المستقبلية. ولكن كيـف
يمكن أن نضع أول أساس في تلك التربة القمرية؟ ما هو أفضل شكل يناسب حاجياتنا للبنـاء الـذي يجـب تشـييده؟ ويمتلـك
المهندسون إجابات واضحة وأخرى غير واضحة لهذه الأسئلة.لقد اقترحت أفكار متعددة لتشييد الأبنية على القمر. ولكن النقطة الرئيسية التي يركز عليها المخططون لمثل هذه البعثات هـي
التكلفة والفعالية. إذا كان لهذه الأبنية أن تصمم على الأرض، وهو أمر سهل، فإنها يجب أن تكون من الخفة بحيث يسمح ذلـك
بشحنها خارج مجال جاذبية الأرض. ويتوقع عموماً أن المحطات الأولى التي ستقام على سطح القمـر سـتبنى علـى سـطح
والصعوبات، فالمراحل التالية ربما تكون أقل صعوبة، وسيؤدي ذلك إلى تطور متسارع في المستعمرة المستقبلية. ولكن كيـف
يمكن أن نضع أول أساس في تلك التربة القمرية؟ ما هو أفضل شكل يناسب حاجياتنا للبنـاء الـذي يجـب تشـييده؟ ويمتلـك
المهندسون إجابات واضحة وأخرى غير واضحة لهذه الأسئلة.لقد اقترحت أفكار متعددة لتشييد الأبنية على القمر. ولكن النقطة الرئيسية التي يركز عليها المخططون لمثل هذه البعثات هـي
التكلفة والفعالية. إذا كان لهذه الأبنية أن تصمم على الأرض، وهو أمر سهل، فإنها يجب أن تكون من الخفة بحيث يسمح ذلـك
بشحنها خارج مجال جاذبية الأرض. ويتوقع عموماً أن المحطات الأولى التي ستقام على سطح القمـر سـتبنى علـى سـطح
إن فهم كيفية تكيف الجسم البشري مـع الحيـاة فـي الجاذبيـة المنخفضة وكيفية عمل التقنيات الحديثة في مكان يمكن أن يكون
قريباً من الوطن لن يكون فقط مطمئنـاً لأولئـك الغـزاة ورواد الفضاء بل سيكون كذلك منطقياً. يعتبر استكشاف الفضاء مهمـة
خطيرة، وبالتالي فإن تخفيف المخاطر المترتبة على فشـل هـذه المهمة سيكون أساسياً لمستقبل استكشاف المجموعة الشمسية من
قبل الإنسان.
إن إقامة أي قاعدة بشرية على القمر هو ليس بالأمر السهل على الإطلاق، وكلما تمعن العلماء في حل المشاكل التي تـواجههم
كلما برزت لهم قضايا أخرى. وإن مستقبل إقامة قواعد بشرية على القمر أو ربما الحياة هناك مرهون بشكل كبير بقدرة العلماء
على مواجهات هذه التحديات الكبيرة وحل المشاكل المستعصية التي تواجههم نظراً لوجود اختلافات جذرية في عوامل الجاذبية
والتربة والعوامل الطبيعية الأخرى بين القمر والأرض. ويبقى الإنسان بانتظار السنوات القادمة ليرى ما الذي ستحمله لنا مـن
تطورات في هذا المجال.
كلما برزت لهم قضايا أخرى. وإن مستقبل إقامة قواعد بشرية على القمر أو ربما الحياة هناك مرهون بشكل كبير بقدرة العلماء
على مواجهات هذه التحديات الكبيرة وحل المشاكل المستعصية التي تواجههم نظراً لوجود اختلافات جذرية في عوامل الجاذبية
والتربة والعوامل الطبيعية الأخرى بين القمر والأرض. ويبقى الإنسان بانتظار السنوات القادمة ليرى ما الذي ستحمله لنا مـن
تطورات في هذا المجال.
ترجمة الدكتور فارس الصفدي
بتصرف
UniverseToday.com
روابط هذه التدوينة قابلة للنسخ واللصق | |
URL | |
HTML | |
BBCode |
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق