في بداية الخمسينيات كانت أفلام الخيال العلمي تخطف ألبابنا وتسرق عقولنا بعيداً نحو المستقبل المليء بالأسرار كثيرة الغرابة، والتي كانت تدور دوماً حول الإبحار في الفضاء واكتشاف الحياة الأخـرى بكافـة مستوياتها بدءاً من البكتيريا الخطيرة الغريبة التي تسبب الموت الغامض لرواد الفضاء إلى وحـوش تتغـذى على البشريين وصولاً إلى حضارات تسبقنا مئات آلاف السنين بالتقدم العلمي وتحاول دراستنا كمثال للحيـاة البدائية. كل هذه الأفلام لا يزال الكثير منها عالقاً في أذهاننا وقلوبنا لأنها تمثل جزءاً منا نحن البشر.
إن هذا الإهمال يعني مجموعة من الأقمار الصناعية غير الفعالـة ومنـصات الـصواريخ الفــضائية ومتعلقاتها مـن القطـع الـصغيرة
المنتشرة هنا وهناك، والتي اتخـذت لنفسها مساراً محدداً فـي الفـضاء بسرعة معينة، واستعدت لتبقى عالقة هناك لسنين، وربما عقود. وبالنتيجة فإن الأرض الآن محاطة بعاصـفة اصـطناعية مــن تلـك النفايـات الفضائية، وتتزايـد سـماكة تلـك العاصفة بمقدار 4 % كل عام.
إن كل هذا الخطر وتلك النفايات التـي نقلهـا التقـدم البشري معه كدليل على تواجده أينما كان لا يمكن أن تزيلـه أية عملية تنظيف اعتيادية، وبمعنى آخر لا يمكننـا ( بغـض النظر التام والمطلق عن الناحية المادية التي سـتجند لهـذه المهمة) بطريقة أو بأخرى إرسال مهام فضائية تنظيفية لأنها أقرب للجنون من العقل وهي بحق مهمة نحو الموت. ولكن هذا لا يعني انعدام الحلول والعجز أمام هكذا معضلة. وكذلك لا يعني إهمال فئة ما هذه القضية المحورية في تاريخنا البشري أنه لا يوجد من يسعى جاهداً لبـدء خطـوة
الألف ميل لحل هذا الخطر.
كما أن هناك إحصائية تقوم بها ناسا لدراسة أوضاع النفايات الفضائية ومدى تزايدها خـلال الـسنوات العشرين والخمسين القادمة، وعلى ضوء النتائج المرتقبة فان حلولا أخرى يرتجى إضـافتها. ولكـن الحـل الأمثل هو وجود قانون دولي للفضاء يتخصص في مجال النفايات الفضائية، وهذا القانون سيترتب بوجـوده عقوبات وغرامات كبيرة على البلاد المسببة للنفايات بمعاير محددة. وتسعى وكالة الفضاء الأمريكيـة ناسـا لنص هكذا قانون وجعله رسمياً ومطبقاً، ذلك أنه الحل الوحيد المتاح حالياً على الأقل لإيقاف هذه المعـضلة
عند مرحلة معينة. ولكن إلى أن يرى ذلك القانون أشعة الشمس ستكون هناك جهات ملتزمة بقواعد النظافـة الفضائية وأخرى غير ملتزمة. فما هو الحل برأيك؟؟
روابط هذه التدوينة قابلة للنسخ واللصق | |
URL | |
HTML | |
BBCode |
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق