أعلان الهيدر

الأربعاء، 2 مارس 2016

الرئيسية وفاة رجل واحد كانت ستشعل الحرب العالمية الثانية من جديد

وفاة رجل واحد كانت ستشعل الحرب العالمية الثانية من جديد


 

أنثوني مارشيوني يتمتع بشيء خاص يميزه عن باقي رفاقه، فعندما كان يحلق فوق اليابان، أصبح آخر جندي أميركي يقتل خلال الحرب العالمية الثانية، كما كان سيكون الجندي الأميركي الذي سيفتح بؤرة الجحيم مرة آخرى ويعيد إشعال الحرب العالمية الثانية مرة آخرى.

في ذاك الوقت، اليابان قد استسلمت بالفعل، فقصف مدينتي ناغازاكي وهيروشيما أجبر الإمبراطور الياباني هيروهيتو على الجلوس على طاولة المفاوضات والاستسلام بشكل فوري، مع العلم بأن الإمبراطور كان قد نجا بأعجوبة من محاولة اغتياله من قبل مجموعة من الضباط المناصرين لاستمرار الحرب.

التاريخ الذي نعرفه يخبرنا بأن الحرب في آسيا بشكل عام وفي اليابان قد توقفت عند بدء المفاوضات واستسلام اليابان، لكن على ما يبدو ليس كل أبناء اليابان قد تقبلوا فكرة الاستسلام، حيث تعهدت فرقتان من الجيش الياباني متمركزتان جنوب طوكيو بإطلاق النار على أي طائرة تابعة للحلفاء تمر من فوق طوكيو. في نفس الوقت، كان الجنرال دوغلاس ماكارثر قد قرر اختبار جدية اليابان في موضوع استسلامها، لذلك أرسل أربع مقاتلات جوية بتاريخ 16 أغسطس للتحليق فوق اليابان، وعلى الرغم من أن المقاتلات الأربعة قد ذهبت وعادت بسلام، ولكنه أعاد إرسالها في اليوم التالي الموافق ل17 من شهر أغسطس، الطائرات مرت فوق الفرقتان السابقتين وقد وجهوا المدافع والرشاشات نحوهم لكن قبل إطلاق النار بقليل كانت الطائرات قد غادرت المدى الجوي للمدافع.
الجنرال دوغلاس، لم يكتف بذلك، بل أرسل الطائرات في اليوم الثالث على التوالي، إذا تم إطلاق النار على الطائرات فهذا يعني أن اتفاق أيقاف إطلاق النار قد انهار، وقد انهار فعلًا، فقد تمكنت الفرقتان من إصابة الطائرات واشتبكت معهم، وكنتيجة لذلك أصيب الرقيب جوزيف لاتشاريتي بجروح بالغة وخطيرة بينما توفي الرقيب أنثوني مارشيوني. الجنرال دوغلاس يملك الآن أدلة واضحة على أن اليابانين مستعدين لمعاودة القتال وبدأ الحرب.

منطقيًا، كان يجب عليه إعادة القصف الجوي على اليابان وإعلان استمرار الحرب، لحسن الحظ، كان من المقرر أن يلتقي الجنرال دوغلاس ماكارثر مع وفد للسلام مُرسل من قبل السلطة اليابانية، وبعد التفكير قرر الجنرال أنه في حال تم حضور الوفد فإن إطلاق النار الذي حصل ما هو إلا من فئة قليلة متمردة، بينما إن لم يحضر الوفد، فإنها الحرب لا محالة. ويا للمفاجأة! حضر الوفد بأكمله، في حال لم يفكر الجنرال للحظات بعد مقتل الرقيب أنثوني مارشيوني، فإن الحرب ستعود إلى نقطة البداية، ملايين آخرين من البشر سيموتون، ربما تم تفجير قنبلة نووية ثالثة في ألمانيا أو اليابان مرة أخرى، بكل بساطة الحرب العالمية بكل ضراوتها ستستمر شهور أو سنوات أخرى.
روابط هذه التدوينة قابلة للنسخ واللصق
URL
HTML
BBCode

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.